كتاب مجلة البحوث الإسلامية

المبحث الأول تعريف عام بالدجال - المطلب الرابع مدة مكثه في الأرض وأتباعه ونهايته - ج: 85 - ص: 199

اليوم الأول يطول، ويكون طوله طول سنة، والثاني كالشهر، والثالث كالجمعة في طوله، وبقية أيامه كأيامنا المعتادة.

روى مسلم من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه سؤال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عن مدة مكث الدجال في الأرض فقالوا: «وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم. قلنا: يا رسول الله: فذاك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، " اقدروا له قدره (١)»

قال النووي معلقا على هذا الحديث:

قال العلماء: هذا الحديث على ظاهره، وهذه الأيام الثلاثة طويلة على هذا القدر المذكور في الحديث يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «وسائر أيامه كأيامكم (٢)».

وقد يخالف حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه حديث أبي أمامة رضي الله عنه عند ابن ماجه، وابن خزيمة، والحاكم: «إن أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والسنة كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي (٣)»

---

(١) رواه مسلم في كتاب الفتن، باب ذكر الدجال (١٨/ ٦٥) بشرح النووي
(٢) صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (٢٩٣٧، ٢٩٣٧)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٤٠، ٢٢٤٠)، سنن أبي داود الملاحم (٤٣٢١، ٤٣٢١)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٧٥، ٤٠٧٥)، مسند أحمد (٤/ ١٨٢، ٤/ ١٨٢).
(٣) انظر: ضعيف سنن ابن ماجه لمحمد الألباني (٣٣٢٥)، حيث قال عنه: ضعيف، وانظر كتاب الفتن لنعيم المروزي (٣٣٧)، فرواه بلفظ: " يعمر الدجال أربعين سنة، السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كاحتراق السعفة في النار ".