للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد اختلف العلماء في تأويل حديث أبي أمامة هذا، فمنهم من قال: هو كناية عن اشتغال الناس بأنفسهم من الفتن، حتى لا يدروا كيف يمضي النهار، فيكون مضي النهار عندهم كمضي الساعة، والشهر كاليوم، والسنة كالشهر، ومنهم من قال: بل هو على ظاهره.

أما عن المخالفة بين حديث النواس بن سمعان الذي ذكر أن مدة مكث الدجال أربعون يوما، وحديث أبي أمامة الذي قال أربعين سنة، فاختلف الجواب عن اختلاف الحديثين، فمنهم من مال إلى الترجيح، فعلى هذا حديث النواس بن سمعان رواه الإمام أحمد في المسند، ومسلم في صحيحه، والترمذي في سننه، فهو أقوى؛ لأنه أصح فيقدم عليه.

ومنهم من مال إلى الجمع، وطريقه أن أيامه أربعون سنة، وتسمى السنون أياما مجازا، كما يقال: أيام بني أمية، ثم إن أول أيام السنة الأولى كسنة، وثانيها كشهر، وثالثها كجمعة، وباقي أيامه كأيامنا. ثم تنتقص أيام السنة الثانية حتى تكون السنة كنصف سنة، وهكذا إلى أن تكون السنة كشهر، والشهر كجمعة، والجمعة كيوم حتى يكون آخر أيامه بحيث يصبح أحدهم على باب المدينة، فلا يبلغ بابها الآخر