للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى يمسي، فتكون السنة الأولى مشتملة على مقدار سنين من سنينا، وسنوه الأخيرة مقدار سنة من سنينا (١)

ولكن يلاحظ ما في هذا الجمع من التكلف، ولقد جزم ابن حجر في الفتح أنها أربعون يوما؛ إذ حديث أبي أمامة ضعيف، كما تقدم (٢)

أما عن مقدار الصلاة في ذلك اليوم، والذي سأل عنه الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يفهم من سؤالهم أنهم فهموا أن الأمر على ظاهره، وحقيقته، وأن الأيام تطول حقيقة لا مجازا ولا كناية، فسألوه وقالوا: «يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره (٣)».

قال القاضي وغيره: هذا حكم مخصوص بذلك اليوم، شرعه لنا صاحب الشرع، وقالوا: ولولا هذا الحديث، ووكلنا إلى اجتهادنا لاقتصرنا فيه على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غيره من الأيام، ومعنى «اقدورا له قدره» أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم، فصلوا الظهر، ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر فصلوا العصر، وكذا المغرب والعشاء والصبح، ثم الظهر، وهكذا حتى ينقضي


(١) انظر: لوامع الأنوار للسفاريني (م / ١٠٥) بتصرف واختصار
(٢) انظر فتح الباري (١٣/ ١٠٤).
(٣) صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (٢٩٣٧، ٢٩٣٧)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٤٠، ٢٢٤٠)، سنن أبي داود الملاحم (٤٣٢١، ٤٣٢١)، سنن ابن ماجه الفتن (٤٠٧٥، ٤٠٧٥)، مسند أحمد (٤/ ١٨٢، ٤/ ١٨٢).