للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام الذين يرمونه بالرجعية، ويتهمونه بالتخلف عن ركب الحضارة، ويصمونه بكل عيب، ويعزون تأخر المسلمين وتخلفهم عن الغرب وتقاعسهم عن الأخذ بأسباب النهوض هو تطبيق تعاليم الإسلام؛ بما في ذلك إقامة الحدود التي يعتبرها همجية وحشية من بقايا القرون الوسطى.

أقول لا يعر المسلمون في أعقاب الزمن ذلك وأكثر منه اهتمامهم، ولا ينقموا على الوسائل التي يتخذها أعداء الإسلام للكيد له، وشباك المستشرقين والمبشرين التي ينصبونها لردة المسلمين عن دينهم وإبعادهم عن ركائزه وفضائله ومقوماته، ولكن الله سبحانه وعد - ووعده الحق - بأنه لن يترك المسلمين الأوفياء لدينهم المخلصين في الأخذ به وإشاعته واتساع أبعاده، أقول لن يترك الله المسلمين تغشاهم موجات الضلال والانحلال دون أن يحقق لهم وعده بالنصر ويأخذ بأيديهم عن أن ينزلقوا إلى متاهات الباطل، أو ينخذلوا في جهادهم، أو تكون عليهم الدبرة في مصاولتهم لعدوهم، فوعد الله لن يتخلف وقد قال سبحانه {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (١) وقال تعالى {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٢) وفي الحديث «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى تقوم الساعة (٣)» وصلى الله وسلم وبارك على صفوة خلقه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم وانتهج وسلك سبيلهم إلى يوم الدين.

الشيخ

عبد الله عبد الغني خياط

مراجع البحث

١ - تفسير ابن كثير الجزء الأول

٢ - صفوة التفاسير، المجلد الأول

٣ - تفسير البيضاوي

٤ - بداية المجتهد

٥ - نيل الأوطار، الجزء السابع


(١) سورة محمد الآية ٧
(٢) سورة الروم الآية ٤٧
(٣) صحيح مسلم الإمارة (١٩٢٠)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٢٩)، سنن أبو داود الفتن والملاحم (٤٢٥٢)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٥٢)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٢٧٩).