الجنة هي النار (١)»، أخرجه أحمد. فظاهر هذه النصوص يشير إلى أن جنة الدجال وناره ليست بحقيقة، بل خيال، لذلك قال بعض العلماء: قد يكون الدجال ساحرا فيخيل الشيء بصورة عكسه.
ومن قال: إن ما مع الدجال حقائق، وليست تخيلات قال: إن الله يجعل باطن الجنة التي يسخرها الدجال ويشعلها: نارا، وباطن النار جنة، وهذا ما رجحه ابن حجر في الفتح.
وقيل: إن ذلك كناية عن النعمة والرحمة بالجنة، وعن المحنة والنقمة بالنار، فمن أطاعه فانعم عليه بجنة يؤول آخره إلى دخول نار الآخرة وبالعكس.
وعند النظر في النصوص التي ذكرت فتن الدجال وما يجري على يديه من خوارق، يرى أن بعضها حقيقة وصدق، وبعضها تخييل وتزييف كيف لا وهو الدجال الكذاب.
لذا أقول: إنه ليس كل ما مع الدجال وما يأتي به حقيقة، بل يكون منه ما هو دجل وكذب وتخييل؛ لما ثبت في الحديث من استعانته بالشياطين، «فيقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه،
(١) أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء (٣٣٣٨)، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة (٢٩٣٦).