للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانقسموا إلى فريقين:

١ - منهم من قال: إن ابن صياد هو الدجال، وهم: عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبو ذر رضي الله عنهم أجمعين، فكانوا يقطعون بأن ابن صياد هو الدجال، وتابعهم على هذا التصريح: القرطبي الذي قال في تذكرته: " الصحيح أن ابن صياد هو الدجال " (١)

ومال الشوكاني رحمه الله إلى أن ابن صياد هو الدجال (٢) وقد مال ابن بطال إلى القول بأن ابن صياد هو الدجال (٣) وكذلك ظاهر كلام النووي يشير إلى ميله للقول بأن ابن صياد هو الدجال (٤)

وهؤلاء احتجوا بأن عمر رضي الله عنهم كان يحلف عند النبي صلى الله عليه وسلم أن ابن صياد هو الدجال، ولم ينكر عليه ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري في صحيحه، عن محمد بن المنكدر قال: «رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصياد الدجال، قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم (٥)»


(١) التذكرة (٨١٥).
(٢) انظر: نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار (٨/ ١٦ - ٢٢).
(٣) انظر: فتح الباري (١٣/ ٣٢٥) حيث ذكر كلام ابن بطال في المسألة.
(٤) انظر: شرح مسلم للنووي (١٨/ ٤٨).
(٥) صحيح البخاري: كتاب الاعتصام، باب من رأى ترك النكير (١٣/ ٣٢٣) فتح).