للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما ما ذكر من خبر ابن صياد من أنه أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل مكة والمدينة، وكان له من الولد ما ذكرنا، فقد سأل أبو سلمة جابرا رضي الله عنهم عن ذلك، فشهد جابر رضي الله عنهم أن الدجال هو ابن صياد. فقال أبو سلمة: إنه قد مات؟ قال: وإن مات. قلت: فإنه أسلم. قال: وإن أسلم. قلت: فإنه دخل المدينة. قال: " وإن دخل المدينة.

ففي كلام جابر إشارة إلى أن أمره ملبس، وأنه يجوز أن يكون ما ظهر من أمره إذ ذاك لا ينافي ما توقع منه بعد خروجه في آخر الزمان (١)

وقال النووي رحمه الله: " أما احتجاجه بأنه مسلم، والدجال كافر، وبأنه لا يولد للدجال وقد ولد له هو، وأنه لا يدخل مكة والمدينة، وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة، فلا دلالة له فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته، وخروجه في الأرض " (٢)

ومن أسباب تمسك ابن عمر رضي الله عنهم وغيره بالقول: بأن ابن صياد هو الدجال: المواقف التي حدثت مع ابن عمر وابن صياد من انتفاخ ابن صياد حتى ملأ الطريق لما سمع من ابن عمر كلاما أغضبه.

وكذلك نفور عين ابن صياد، وسؤال ابن عمر له عن ذلك، وضربه


(١) انظر: فتح الباري (١٣/ ٣٢٩).
(٢) شرح مسلم (١٨/ ٤٦).