للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له بعصا كانت في يده دون شعور من ابن عمر لهذا التصرف (١)

ولكن هل حلف وقسم عمر رضي الله عنهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ابن صياد هو الدجال، وسكوت الرسول عن هذا القسم دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقر بأن ابن صياد هو الدجال؟ وهل في هذا القسم حجة؟ تكلم ابن دقيق العيد رحمه الله على مسألة التقرير، فقال ما ملخصه: " إذا أخبر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر ليس فيه حكم شرعي، فهل يكون سكوته صلى الله عليه وسلم دليلا على مطابقة ما في الواقع كما وقع لعمر في حلفه على أن ابن صياد هو الدجال فلم ينكر عليه، فهل يدل عدم إنكاره على أن ابن صياد هو الدجال كما فهمه جابر، حتى صار يحلف عليه، ويستند إلى حلف عمر، أو لا يدل؟ فيه نظر، قال: والأقرب عندي أنه لا يدل؛ لأن مأخذ المسألة ومناطها هو العصمة من التقرير على باطل، وذلك يتوقف على تحقق البطلان، ولا يكفي فيه عدم تحقق الصحة، إلا أن يدعي مدع أنه يكفي في وجوب البيان عدم تحقق الصحة، فيحتاج إلى دليل وهو عاجز عنه، نعم التقرير يسوغ الحلف على ذلك، على غلبة الظن؛ لعدم توقف ذلك على العلم (٢)

وقال السفاريني فيما ورد عن بعض الصحابة من أن ابن صياد


(١) انظر: الأحاديث في مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر ابن صياد (١٨/ ٥٧ - ٥٨) نووي).
(٢) نقلا عن ابن حجر في الفتح (١٣/ ٣٢٧).