وهذا دليل على استحباب زيارة القبور، حيث فعله النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن من أدنى درجات الفعل الجواز والمشروعية.
٥ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل البقيع بقيع الغرقد (١)»
حيث دل هذا الحديث على استحباب الزيارة، والسلام على أهل القبور، والدعاء لهم، والترحم عليهم، لفعله صلى الله عليه وسلم.
٦ - إن زيارة المقابر فيها نفع للحي والميت، وذلك أن الحي يتعظ ويتذكر الموت، وما بعده، وهذا يؤدي به إلى عمل الطاعات، واجتناب المعاصي والسيئات. أما الميت فينتفع بالسلام عليه، والدعاء له بالمغفرة والرحمة، وهذا كله أمر مطلوب شرعا، ومندوب إليه.
القول الثاني: إن زيارة المقابر للرجال مباحة.
(١) أخرجه مسلم في الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور، والدعاء لأهلها ٢/ ٦٦٩، برقم (٩٧٤٠).