للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (١). فقد قام أمهات المؤمنين، والنساء المؤمنات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالستر الكامل بالخمر والجلابيب، وكانت النساء قبل ذلك يسفرن عن وجوههن وأيديهن حتى نزلت آيات الحجاب.

(فإذا كن مأمورات بالجلباب؛ لئلا يعرفن، وهو ستر الوجه، أو ستر الوجه بالنقاب [دل ذلك على أن] الوجه واليدين من الزينة التي أمرت ألا تظهرها للأجانب، فما بقي يحل للأجانب النظر إلا إلى الثياب الظاهرة) (٢).

الوجه الرابع:

وجه الاستدلال الثالث من الآية الثانية: قوله سبحانه في آخر الآية: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} (٣)، والمقصود بذلك ما يتحلى به في الأرجل كالخلخال ونحوه، فإذا كان صوت الخلخال يعد بريدا إلى الفتنة، فكيف بالوجه الذي يحكي الجمال والشباب والنضارة؟ وصوت الخلخال يصدر من الفتاة، ومن العجوز، ومن الجميلة، ومن الدميمة، أما الوجه فهو لا يحتمل إلا


(١) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٢) كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج ٢٢، ص ١١٠ - ١١١.
(٣) سورة النور الآية ٣١