للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لحاجة كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها " (١).

الوجه الثاني:

أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي هن أمهات المؤمنين، رغم جلالة قدرهن، وكونهن أبعد من كل شبهة ومع ذلك أمرن بأن يكون الحديث مع الأجانب من وراء حجاب، وعلل ذلك بأنه أطهر لقلوبهن، فما بالك بالنساء الأخريات؟

وإذا كان الرجال وهم من خير القرون، ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أمروا بعدم الحديث مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم، رغم كونهم وكونهن أبعد من كل شبهة إلا من وراء حجاب، وعلل ذلك بأنه أطهر لقلوبهم، فما بالك برجال هذا الزمان؟

لا شك أن الأمر بذلك في حقهم أولى، وأشد وجوبا من أمهات المؤمنين الطاهرات، ومن الصحابة الأخيار رضي الله عنهم أجمعين.

الدليل الثالث من الكتاب:

قوله سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (٢).


(١) انظر: تفسير القرطبي ج ١٤ ص ٢٢٧.
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥٩