للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويستدل بهذه الآية على وجوب ستر الوجه من وجوه:

الوجه الأول: قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} (١) يدل على تخصيص الوجه؛ لأن الوجه عنوان المعرفة، فهو نص على وجوب ستر الوجه.

الوجه الثاني: وقوله تعالى: {فَلَا يُؤْذَيْنَ} (٢) نص على أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولغيرها بالفتنة والشر، فلذلك حرم الله تعالى عليها أن تخرج من بدنها ما تعرف به محاسنها أيا كانت، ولو لم يكن من الأدلة الشرعية على منع كشف الوجه إلا هذا النص منه سبحانه وتعالى لكان كافيا في وجوب الحجاب، وستر مفاتن المرأة ومن جملتها وجهها، وهو أعظمها؛ لأن الوجه هو الذي تعرف به، وهو الذي يجلب الفتنة.

ولأنها إذا كانت قد خرجت مبدية زينتها فهي تعرض نفسها للإيذاء من قبل الفساق، فإذا كانت متحجبة فإن ذلك كفيل ببعدها عن الأذى، وهذا واقع مشاهد، فإن المتبرجة كأنما هي بتبرجها تدعو الناس إليها، بخلاف تلك المتحجبة الحجاب الشرعي الساتر فإنها تورث هيبة وحياء واحتراما، حتى من قبل الفساق.

الوجه الثالث: وقوله: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (٣).


(١) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٣) سورة الأحزاب الآية ٥٩