للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (١)، وقال: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} (٢).

أمة الإسلام، لقد أرسل الله عز وجل رسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالهدى ودين الحق، بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بعثه والخلق يعيشون في بيداء الكفر والضلال، يعيشون حياة الجاهلية الفوضوية، لا حق يقام، ولا هدى يتبع، ولا قائد يحتذى، ولا إمام دعوة يتأسى بدعوته، فبعث الله نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - أخرج به الناس من الظلمات إلى النور، هداهم به بعد الضلالة، بصرهم به بعد الغواية، وأصلحهم به بعد الفساد، وعلمهم به بعد الجهالة {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (٣).

دعا الناس إلى الله، وإلى إخلاص الدين لله، وأخبرهم أن دين الإسلام بني على أركان خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.

أخبرهم أن الإنسان لا يتحقق إسلامه إلا بعد الإقرار بهذه الأركان والإتيان بها كاملة بإيمان وإخلاص.

أيها المسلمون، لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن


(١) سورة الزمر الآية ٦١
(٢) سورة مريم الآية ٦٣
(٣) سورة التوبة الآية ٣٣