للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فجواب الأولى: بتحقيق كلمة التوحيد لا إله إلا الله، علما وإقرارا وعملا، وجواب الثانية: بتحقيق أن محمدا رسول الله، علما وإقرارا وتأسيا وطاعة.

كلمة التوحيد لا إله إلا الله حقيقتها كما دل عليه القرآن: ألا معبود بحق إلا الله، فلا دعاء ولا خضوع ولا خشوع إلا لله وحده، ولا استعانة ولا استغاثة إلا بالله، ولا ذبح ولا نذر إلا لله، ولا تتعلق القلوب خشية وخوفا ورجاء إلا بالله.

هي أساس الملة وأصل الدين، وقاعدة الإسلام، من أجلها خلق الله الخلق، ومن أجلها أرسل الرسل، وأنزلت الكتب، ولأجلها شرع الجهاد، ولأجلها افترق الناس فريقين، فريق في الجنة وهم المؤمنون الموحدون، وفريق في النار، وهم الكافرون الضالون.

كلمة لا إله إلا الله مفتاح الجنة وثمنها، ومن كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة، فهي توجب دخول الجنة والفوز بها وتكفير السيئات برحمة الله، ففي حديث عتبان بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله (١)»


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ١/ ١٦٤، ح٤١٥، ومسلم في صحيحه ١/ ٤٥٤، ح٢٦٣.