للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بصلاح أمر دينها، ويفوتها من صلاح أحوالها بقدر ما فاتها من صلاح أمور دينها.

أيها المؤمن: إيمانك هو أغلى وأعز ما تملكه في هذه الحياة، إيمانك يميزك عن غيرك من أتباع الكفر والضلال، فإيمانك يصلك بربك، ويعطيك تصورا صحيحا عن حقيقة هذا الكون، وإيمانك يصلك بالماضي، ويربطك بمستقبل مصيرك بعد الموت والنشور.

فأصول هذا الإيمان هي: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، جاء جبريل إلى النبي في صورة رجل، فسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، فأجابه عن الإيمان بقوله: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره (١)»

فالإيمان بالله: أن تؤمن بربوبيته وأنه خالق للكون كله ومتصرف فيه، لا خالق سواه، ولا رب غيره، وتؤمن بألوهيته واستحقاقه للعبادة، وتؤمن بأسمائه وصفاته، قال تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (٢)، وقال {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (٣)، وقال:


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ١/ ٣٦، ح٨.
(٢) سورة فاطر الآية ١٣
(٣) سورة البقرة الآية ١٦٣