للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله على المستطيع في العمر مرة واحدة: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (١) وقال - صلى الله عليه وسلم - «أيها الناس: قد فرض الله عليكم الحج فحجوا (٢)»

وقد جمع الله فيه العبادة القلبية والقولية والفعلية والعبادة المالية، فالحج تجتمع فيه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بتحقيق التوحيد وإخلاص الدين لله وحده، وتجتمع فيه الصلاة وإنفاق المال، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر، والحلم، والشفقة، والرحمة، والتعليم للخير، وجهاد النفس، واجتناب المحرمات.

ومن ثمرات الحج: إخلاص التوحيد لله سبحانه، والاستجابة لأمره وإظهار الخضوع والتذلل له سبحانه، وتذكر الآخرة، وترويض النفس على بذل الجهد المالي والبدني تقربا لله تعالى، وحصول التعارف، والتواد بين المسلمين، وتحقيق المساواة بينهم بظهورهم بمظهر واحد، وفي عبادة واحدة، وفي مكان واحد.

هذه أركان الإسلام إذا قام بها المسلمون صار المجتمع مجتمعا طاهرا نقيا، يدين بدين الحق، ويعامل الخلق بالعدل والصدق، وصلاح بقية الدين بصلاح تلك الأركان، والأمة تصلح


(١) سورة آل عمران الآية ٩٧
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ٩٧٥، ح١٣٣٧.