للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١)، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} (٢).

أمة الإسلام، لا شك أن الأمن أهم مطالب الحياة، وهو ضرورة لكل جهد بشري لتحقيق مصالح الأفراد والمجتمعات وآمالها وتطلعاتها، وهو هدف تسعى إليه المجتمعات البشرية، وتتسابق لتحقيقه السلطات الدولية بكل ما أوتيت من إمكانات فكرية ومادية.

ولعظم أهميته امتن الله به على قريش. قال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} (٣) {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (٤)، وقال عن أهل مكة: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} (٥)، وامتن على أصحاب الحجر بالأمن فقال: {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ} (٦).

وإن طلب الأمن مقدم على طلب الغذاء والكساء، فلا لذة بطعام ولا هناء بنوم ولا اطمئنان بمكان ولا رغد في عيش إلا بالأمن، ولهذا لما دعا الخليل إبراهيم - عليه السلام - بمكة قال: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (٧)، فدعا بتوفير الأمن قبل توفير الرزق، فاستجاب الله دعاءه فقال: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} (٨)، ونادى ربه قائلا:


(١) سورة النحل الآية ٩٧
(٢) سورة محمد الآية ٢
(٣) سورة قريش الآية ٣
(٤) سورة قريش الآية ٤
(٥) سورة العنكبوت الآية ٦٧
(٦) سورة الحجر الآية ٨٢
(٧) سورة البقرة الآية ١٢٦
(٨) سورة آل عمران الآية ٩٧