للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (١). فأجاب الله دعاءه وأحل فيه الأمن، وصار مكانا للحضارات ومهوى لأفئدة الناس يثوبون إليه من كل مكان آمنين {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} (٢). بالأمن والإيمان تتوحد كلمة الناس، وتزدهر الحياة، ويقوم العدل، وتغدق الأرزاق، وتقام شعائر الله بطمأنينة.

الأمن من أهم مقومات السعادة في حياة المؤمن، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا (٣)»

أمة الإسلام، إن توفير نعمة الأمن والحفاظ عليه يتحقق بعدة أسباب، فمن أهم تلك الأسباب:

* إصلاح العقيدة، وترك عبادة ما سواه، وملازمة العمل الصالح، قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (٤).

* الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن فيه حماية


(١) سورة إبراهيم الآية ٣٧
(٢) سورة البقرة الآية ١٢٥
(٣) أخرجه الترمذي في سننه ٤/ ٥٧٤ ح٢٣٤٦، وابن ماجه في سننه ٢/ ١٣٨٧، ح٤١٤١.
(٤) سورة النور الآية ٥٥