للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة (١)» وثبت في صحيح البخاري ومسلم في سياق أحاديث حجة الوداع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها حينما اعتمرت من التنعيم بعد حجها: «أجرك على قدر نصبك أو نفقتك (٢)». فهذه النصوص تدل على أن فاعل الخير يثاب عليه وعلى وسائله، وعلى أن الثواب يتفاوت تبعا لتفاوت النفقة والمشقة مشيا على الأقدام أو ركوبا على وسائل المواصلات، كما يتفاوت تبعا لاعتبارات أخرى: كشرف البقعة والزمان، وتفاوت الإخلاص وحضور القلب وخشوعه، وبالجملة فالوسائل لها حكم الغايات، والمقدمات لها حكم المقاصد في جنس الخير والشر والإثم والأجر، لكن حجه راكبا وهكذا العمرة راكبا إذا كان آفاقيا أفضل من حجه أو عمرته ماشيا، لأن ذلك هو الموافق


(١) رواه مسلم ٤/ ٢٠٧٤ كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن والذكر، والترمذي ٥/ ٤٧ كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وابن ماجه، المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم.
(٢) أخرجه أحمد ٦/ ٤٣، والبخاري ٢/ ٢٠١، ومسلم في الحج، باب بيان وجوه الإحرام ٢/ ٨٧٧.