للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من أن غاية الإنسان في الحياة تتضح من قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (١)

والعبادة نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم بأعلى أجناس النعم. .

كالحياة. . . . . .

والسمع. . . . . .

والبصر. . . . . .

وكما يعرف الإمام الجليل ابن تيمية العبادة فيقول " العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ".

إنها الإذعان لله. بينما يعني الخضوع لأي سلطة أخرى خضوعا للطاغوت.

وبهذا يكون " الحكم " بغير ما أنزل الله طاغوتا. .

ويكون " الحاكم " الذي يحكم بغير ما أنزل الله طاغوتا. .

ويكون الخضوع لهذا الحاكم أو لذلك الحكم " عبادة للطاغوت. .

* * *

ولا يغرب عن البال أن فهم أمور ديننا يرتبط ارتباطا وثيقا بحسن فهم اللغة العربية فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم بلسان عربي مبين. . وكان الحديث النبوي بأفصح بيان عربي.

من هنا تفهم خطورة المحافظة على اللغة العربية. . ومن هنا أيضا تفهم كل المحاولات التي تبذل من أنصار " العامية " للقفز على سور اللغة الإستراتيجي يريدونها خطوة. .!

يعقبها خطوات لهدم هذا الدين وتفريق اللسان العربي الواحد ألسنة شتى. وحاشا لله أن يصلوا لأغراضهم ولهذا فإن النشاط المعادي للإسلام عمد إلى الترويج للهجات العامية لتصبح لغة التأليف والكتابة وخاصة في وسائل المخاطبة الحديثة التي توجه للملايين من جماهير المسلمين. في الصحافة والإذاعة والتليفيزيون وهذا النشاط المعادي إنما " يعمل لهدم اللغة العربية بحسبانها لسان الدين الإسلامي " كما يقول الأستاذ الفاضل أحمد محمد جمال كما أن هؤلاء الأعداء كانوا يفهمون " حقيقة التلازم القوي بين انتشار الإسلام بالعربية وانتشار العربية بالإسلام ". ولقد عدد الكاتب في بحثه خمسة عشر محاولة بين مستشرق ومن سماهم بحق من " العرب المستغربة " للقضاء على " لغة القرآن " و " لغة السنة النبوية ".

* * *


(١) سورة الذاريات الآية ٥٦