للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقبل هذا. . وبعده. .! عبد الناس الناس حتى لقد قالها فرعون يوما: {يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} (١) وقال لوزيره هامان: {فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} (٢)؟ " ثم علمت العقول من بعد أن هذه كلها " مخلوقات ". لا تملك لهم " ضرا " ولا " نفعا " ولا " موتا " ولا " حياة " ولا نشورا. ومع ذلك فإن العقول التي وصلت بفطرتها إلى الله، لا تستطيع أن تستقل استقلالا تاما بمعرفة الله لهذا اقتضت حكمته تعالى أن يرسل للناس رسلا مبشرين ومنذرين. فكان هؤلاء بالنسبة لأممهم بمنزلة العقول من الأشخاص. ولكن على أي صورة بدأت العقيدة الدينية؟ وهل بدأت الديانات السماوية واستمرت تنزل ديانة إثر ديانة على نمط واحد ثم انتهت وهي على هذا النمط دون تغير ولا تطور؟

أم أنها بدأت على نمط خاص ثم تطورت إلى أنماط مختلفة، ثم انتهت بنمط آخر هو نسيج وحده؟

ثم. . . لماذا اتحدت الشرائع السماوية في أصولها واختلف في فروعها؟

ثم. . . لم كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة، بل وللإنس والجن جميعا؟

وما موقف البشر من الديانات ومدى تمسكهم بها؟

وهنا يقدم لنا فضيلة الشيخ محمد حسين الذهبي إجاباته باسترسال منطقي مركز وأسلوب علمي يتماشى مع إيقاع العقل خطوة بخطوة. . في بحثه عن الدين والتدين.

* * *

وإذا تأملنا ما أصاب حياتنا البشرية سواء في تاريخها المتناهي قدما أم في تاريخها الحديث من شرور عظمى في اجتماعها أو اقتصادها أو طريقة حكمها أم في حروبها الضارية الفتاكة.

إذا تأملنا كل ذلك فأحسنا تأمله فلا بد أنا رادوه لعدم تطبيق شريعة الله في خلق الله فالله سبحانه وتعالى أدرى بخلقه وما يصلح لهم.

وما من مصيبة تحيق بالناس إلا وهم قد وضعوا بذرتها فأنزلت عليهم حجارة من سجيل وما جرى في حياة الناس من شر ثم استوى فاستغلظ إلا لأنهم ابتعدوا عن تحكيم شريعته.

تلك عمومية لا بد من استقرارها وإقرارها في الأنفس. . ثم تأتي من بعد كل التفاصيل على مهل.

ولذلك يؤكد فضيلة الشيخ مناع القطان في بحثه القيم " وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية " ما حدده الإسلام


(١) سورة القصص الآية ٣٨
(٢) سورة القصص الآية ٣٨