للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عمر، وأما أهل مكة فعلمهم عن أصحاب عبد الله بن عباس، وأما أهل العراق فعلمهم عن أصحاب عبد الله بن مسعود) اهـ (١)

وأورد ابن القيم رحمه الله أيضا أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية فقال: (من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد المال فليأتني) (٢) وكان منادي بني أمية ينادي على مسمع من الصحابة والتابعين في أيام منى ألا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح (٣)؛ لأنه كان من أعلم الناس بالمناسك (٤)

فهذه النصوص والشواهد تدل على أن القرون المفضلة عرفت شيئا من التعيين، فالحكم بأن فعلهم هو عدم الالتزام هو حكم بعدم الدليل، لا بدليل العدم، وعدم الدليل لا يدل على عدم الوجود، إذ قد يكون موجودا ولم ينقل، وبخاصة بعدما سقنا شيئا من النصوص تدل على بعض ذلك.


(١) أعلام الموقعين (١/ ٢١).
(٢) المصدر السابق (١/ ٢١).
(٣) البداية والنهاية (٩/ ٣٠٦).
(٤) تهذيب التهذيب (٧/ ٢٠١).