القيم، فابنه شرف الدين عبد الله، كان مفرط الذكاء ومن العلم والصلاح بمكان، تتلمذ على والده وتولى التدريس في مكانه بعد وفاته. وابنه برهان الدين إبراهيم علامة نحوي فقيه متقن، أخذ العلم عن أبيه وغيره، وأفتى ودرس وألف وناظر.
توجه ابن القيم لطلب العلم وتحصيله منذ صغره، فقد بدأ السماع من شيوخه وهو في السابعة من عمره ثم لم يزل يثابر في طلب العلم ويترقى في درجاته حتى حاز علما جما وبلغ فيه منزلة رفيعة، حيث درس علوم الشريعة وعلوم الآلة على كبار العلماء المتبحرين في العلم، أمثال: شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلبكي، وصفي الدين محمد بن عبد الرحيم الأربوي، وتقي الدين سليمان بن قدامة المقدسي، وتقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، ومجد الدين إسماعيل بن محمد الفراء الحراني، وزين الدين أيوب بن نعمة النابلسي الدمشقي.
وقد سلك ابن القيم - رحمه الله - مسالك علماء السلف في عقيدته، فقررها في عامة كتبه أحسن تقرير، ودعا إليها ورد على المخالفين لها، وبين ذلك أحسن بيان في قصيدته النونية المشهورة