للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجده، إذا استحسن شيئا قال: هذا هو الحق.

فالسير إلى الله من طريق الأسماء والصفات شأنه عجب وفتحه عجب، صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلق على فراشه غير تعب ولا مكدود ولا مشتت عن وطنه ولا مشرد عن سكنه {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (١) (٢)

ويعقد في كتابه (مدارج السالكين) فصلا في (لزوم إياك نعبد لكل عبد إلى الموت)، يقول فيه: (قال الله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (٣)، وقال أهل النار {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} (٤) {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} (٥) واليقين هاهنا: الموت بإجماع أهل التفسير ... ، فلا ينفك العبد من العبودية ما دام في دار التكليف، بل عليه في البرزخ عبودية أخرى لما يسأله الملكان: من كان يعبد؟ وما يقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ويلتمسان منه الجواب. وعليه عبودية أخرى يوم القيامة، يوم يدعو الله الخلق كلهم إلى السجود فيسجد المؤمنون ويبقى الكفار


(١) سورة النمل الآية ٨٨
(٢) طريق الهجرتين، ص٣٩٣ - ٣٩٤، تحقيق يوسف علي بديوي، ط الأولى ١٤١٤هـ - ١٩٩٣م، دار ابن كثير دمشق
(٣) سورة الحجر الآية ٩٩
(٤) سورة المدثر الآية ٤٦
(٥) سورة المدثر الآية ٤٧