للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلم إلا قطاع الطريق منهم ونواب إبليس وشرطه" (١)

ويقول أيضا: "إن كل حال وذوق ووجد وشهود لا يشرق عليه نور العلم المؤيد بالدليل فهو من عبث النفس وحظوظها، فلو قدر أن المتكلم إنما تكلم بلسان العلم المجرد، فلا ريب أن ما كشفه العلم الصحيح المؤيد بالحجة أنفع من حال من يخالف العلم والعلم يخالفه.

وليس من الإنصاف رد العلم الصحيح بمجرد الذوق والحال، وهذا أصل الضلالة، ومنه دخل الداخل على كثير من السالكين في تحكيم أذواقهم ومواجيدهم على العلم فكانت فتنة في الأرض وفساد كبير. وكم قد ضل وأضل محكم الحال على العلم، بل الواجب تحكيم العلم على الحال ورد الحال إليه، فما زكاه شاهد العلم فهو المقبول، وما جرحه شاهد العلم فهو المردود. وهذه وصية أرباب الاستقامة من مشايخ الطريق رضي الله عنهم كلهم يوصون بذلك، ويخبرون أن كل ذوق ووجد لا يقوم عليه شاهدان اثنان من العلم فهو باطل" (٢)

"وأما الكلمات التي تروى عن بعضهم (٣) من التزهيد في العلم والاستغناء عنه، كقول من قال: (نحن نأخذ علمنا من الحي الذي لا


(١) مدارج السالكين، ج٢/ص٣٤٧.
(٢) طريق الهجرتين، ص٥٨٥.
(٣) يعني: عن بعض أهل السلوك والتصوف.