يموت، وأنتم تأخذونه من حي يموت) وقول الآخر - وقد قيل له: ألا ترحل حتى تسمع من عبد الرزاق؟ - (ما يصنع بالسماع من عبد الرزاق من يسمع من الخلاق؟)، وقول الآخر:(العلم حجاب بين القلب وبين الله عز وجل)، وقول الآخر: (إذا رأيت الصوفي يشتغل ب"أخبرنا" و"حدثنا" فاغسل يدك منه)، وقول الآخر:(لنا علم الحرف، ولكم علم الورق)، ونحو هذا من الكلمات التي أحسن أقوال قائلها: أن يكون جاهلا يعذر بجهله، أو شاطحا معترفا بشطحه، وإلا فلولا عبد الرزاق وأمثاله، ولولا "أخبرنا" و"حدثنا" لما وصل إلى هذا وأمثاله شيء من الإسلام.
ومن أحالك على غير "أخبرنا" و"حدثنا" فقد أحالك إما على خيال صوفي أو قياس فلسفي أو رأي نفسي، فليس بعد القرآن و"أخبرنا" و"حدثنا" إلا شبهات المتكلمين وآراء المنحرفين وخيالات المتصوفين وقياس المتفلسفين، ومن فارق الدليل ضل عن سواء السبيل، ولا دليل إلى الله والجنة سوى الكتاب والسنة، وكل