طريق لم يصحبها دليل القرآن والسنة فهي من طريق الجحيم والشيطان الرجيم.
والعلم: ما قام عليه الدليل، والنافع منه: ما جاء به الرسول.
والعلم خير من الحال، والعلم حاكم والحال محكوم عليه، والعلم هاد والحال تابع ... ، والحال سيف إن لم يصحبه العلم فهو مخراق في يد لاعب، والحال مركب لا يجارى، فإن لم يصحبه علم ألقى صاحبه في المهالك والمتالف، والحال كالمال يؤتاه البر والفاجر، فإن لم يصحبه نور العلم كان وبالا على صاحبه.
والحال بلا علم كالسلطان الذي لا يزعه عن سطوته وازع، والحال بلا عمل كالنار التي لا سائس لها، نفع الحال لا يتعدى صاحبه، ونفع العلم كالغيث يقع على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر ...
والعلم تركة الأنبياء وتراثهم، وأهل عصبتهم ووراثهم، وهو حياة القلوب ونور البصائر وشفاء الصدور ورياض العقول ولذة الأرواح وأنس المستوحشين ودليل المتحيرين، وهو الميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال، وهو الحاكم المفرق بين الشك واليقين، والغي والرشاد، والهدى والضلال.
به يعرف الله ويعبد، ويذكر ويوحد، ويحمد ويمجد، وبه اهتدى السالكون، ومن طريقه وصل إليه الواصلون، ومن بابه دخل عليه