للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبد البر وغيره ...

والعلم حجة الله في أرضه، ونوره بين عباده، وقائدهم ودليلهم إلى جنته، ويكفي في شرفه: أن فضل أهله على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وأن الملائكة لتضع لهم أجنحتها وتظلهم بها، وأن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وحتى النمل في جحرها، وأن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير (١) " (٢)

ويستشهد بأقوال بعض علماء السلف في ضرورة العلم الشرعي، فيقول: "قال معاذ بن جبل: (تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبل أهل الجنة، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة، وأئمة تقتص آثارهم، ويقتدى بأفعالهم.


(١) يشير ابن القيم هنا إلى مضامين بعض الأحاديث النبوية الواردة في بيان فضل العلم وأهله.
(٢) مدارج السالكين، ج٢/ص٣٥٠ - ٣٥٢. وراجع: ج٢/ص٢٦٣ - ٢٦٤.