وهؤلاء أعظم كفرا وإلحادا، حيث عطلوا العبودية وظنوا أنهم استغنوا عنها بما حصل لهم من الخيالات الباطلة، التي هي من أماني النفس وخدع الشيطان ...
وقد صرح أهل الاستقامة وأئمة الطريق بكفر هؤلاء، فأخرجوهم من الإسلام، وقالوا: لو وصل العبد من القرب إلى أعلى مقام يناله العبد لما سقط عنه من التكليف مثقال ذرة، أي: ما دام قادرا عليه ...
قال سري السقطي (من ادعى باطن حقيقة ينقضها ظاهر حكم فهو غالط). وقال سيد الطائفة الجنيد بن محمد:(علمنا هذا متشبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم). وقال إبراهيم بن محمد النصرابادي (أصل هذا المذهب ملازمة الكتاب والسنة وترك الأهواء والبدع، والتمسك بالأئمة والاقتداء بالسلف، وترك ما أحدثه الآخرون، والمقام على ما سلك الأولون). وسئل إسماعيل بن نجيد: ما الذي لا بد للعبد منه؟ فقال:(ملازمة العبودية على السنة ودوام المراقبة) ... وقال الجنيد