في ذاته ولكنه ليس مشروعا في الموضع الذي يؤدونه فيه، كصلاتهم ركعتين بعد التوبة، أو كان المتعبد به مشروعا في ذاته وهم يتركونه زهدا وورعا، كقعودهم عن طلب الرزق والنكاح، اعتقادا منهم أن ذلك زهد وتقرب إلى الله عز وجل، فعطلوا سنة من سن الله في الكون.
والذين زعموا أنه يجب على السالك أن يخلو بنفسه في زاوية من الزوايا، وأن يقتصر على أداء الفرائض، وألا يفرق فكره بقراءة قرآن ولا النظر في حديث ولا التأمل في تفسير، وينقطع عن علائق الدنيا بالكلية ويفرغ قلبه منها ومن كل خاطر، مع تصفية الفكر للذكر وانتظار ما يلقيه الله بعد ذلك في قلبه، وهو ما يسمونه بالكشف، حيث ينكشف له حينئذ - كما يزعمون - أمور كثيرة لا يمكن إحصاؤها ولا استقصاؤها
والله أسأل أن يصلح أمر آخر هذه الأمة كما أصلح أمر أولها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.