وفي النحو: حفظ ألفية ابن مالك، وقطر الندى لابن هشام (١) وكان الشيخ محبا للعلم - كما قال ابن بسام - لا يثنيه عن طلب العلم أهل ولا مال، فلا يكاد يسمع بعالم من العلماء في بلد من البلاد، إلا شد الرحال إليه، وترك أهله وولده، وسافر بطلب العلم، وقد كانت أولى سفراته إلى قطر، حيث قصدها طلبا للعلم، على يد الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع عام ١٣٥٥هـ، وكان له من العمر ستة وعشرون عاما، وإذا علم أن وسيلة المواصلات في ذلك الوقت هي الإبل علمنا المشقة الشديدة التي قاساها في سبيل طلب العلم، لكن مما يهونها عليه أنه رحمه الله، يسير مع القوافل التي تذهب من الحوطة، إلى قطر للتجارة وللعمل في الغوص وغيره، وقد لازم الشيخ ابن مانع ثلاث سنين في قطر، ودرس عليه عددا من كتب الحديث والتفسير والفقه، كما حفظ عددا من المتون في الفقه.
وكان من أبرز طلاب الشيخ ابن مانع، في مدرسته التي استقطبت طلاب العلم في قطر، وخارجها، وقد أعجبه سرعة حفظه، وفهمه الشديد للعلم؛ يقول الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن مانع - رحمه الله -: كان الشيخ ابن محمود من أبرز طلبة الوالد رحمه الله، وكان والدي يرى فيه مخايل النبوغ، فتعهده واهتم بتعليمه، وكان الشيخ ابن محمود