فكتب إليه الشيخ بشان تقرير مساعدة شهرية للرجل، يتعيش منها ومن يكلفهم إن وجد، إلا أن المستشار رفض، فما كان من فضيلته إلا أن قرر مبلغا معينا للشخص المذكور، ثم أخذه معه في سيارته، وذهب به إلى مقر المستشار، وأدخله عليه في مكتبه، وقال له: يجب أن يصرف هذا المقرر للرجل، ولن يغادر مكتبك حتى يتم له هذا الضمان، لكون الحكومة ملزومة بذلك شرعا، لكل من هو في حالته.
وقد تم ذلك، ووافق الشيخ علي يرحمه الله، على أن يقرر لكل عاجز، أو أرملة أو يتيم، يرى فضيلته أحقيتهم للمساعدة، أن يصار إلى صرفها بالقدر الذي يقرره فضيلة الشيخ عبد الله. (١)
وله مواقف كثيرة، يقدرها له حكام قطر، ويؤيدونه فيها، لما يعلمونه من نصحه وإخلاصه وصفاء نيته ومن ذلك قصته إيصال المياه العذبة التي أوردتها في هذا البحث باختصار، حيث أجرى عقودا بتأمين المياه العذبة لكل بيت يوميا في جميع القرى، وأوضح للمستشار الذي رفض ذلك بقوله: بأن عليهم أن يشربوا من الآبار، فرد عليه بأنه حق لهم واجب على الدولة، أن تساويهم بأهل الدوحة، وشرع الله لا يفرق في الحقوق بين مواطن ومواطن، وكان ذلك في
(١) من أوراق مخطوطة بعثها إلي ابنه فضيلة الشيخ عبد الرحمن، بأقلام أخص تلاميذه