الشيوخ، وأحد المواطنين، وكان من عادته أن يقف بنفسه على موضوع النزاع قبل البت في الدعوى، ويذهب عادة بعد العصر، فلما علم الذي رفع أن الشيخ سيأتيه، أعد له العشاء كالعادة، فلما حضر الشيخ، قال له: يا شيخ ترى حضرنا لك العشاء، فقال: أنا لم آت للعشاء، وإنما لننظر دعواكم.
وبعد أن انتهى من الدعوى ركب سيارته، وعاد دون أن يتناول العشاء وبعد أيام قليلة أصدر حكمه، وكان الشيخ الذي أعد العشاء هو الخاسر في هذه القضية.
فلما رآه الشيخ بعد ذلك قال له: الآن آتيك للعشاء، وقد تعشى عنده فعلا، وقد كانت تسويته بين الخصوم تقتضي ألا يقبل دعوة أحدهما دون الآخر، كما كان يرحمه الله يرفض الهدايا، لكون القاضي يجب أن يبعد نفسه عن أي شبهة.
- ونموذج آخر: فقد طلب منه أحد حكام قطر السابقين توثيق عطاء لأحد أولاده، فسأله هل أعطيت أبناءك مثله؟ فقال: لا. فرفض الشيخ توثيق هذا العطاء، وقال: أشهد عليه غيري ثم قام من مجلسه.
- وكان رحمه الله ورعا خاصة فيما يتعلق بالمال العام، يقول الشيخ: جاسم بن علي بن جاسم، أرسلني الشيخ حمد بن عبد الله إلى الشيخ عبد الله، وطلب منه أسماء أولاده، حتى يجري لهم رواتب من الديوان، فرفض أن يعطيه أسماءهم، وقال: أولادي أنا أتكفل بهم