للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخصوصا في عصرنا، الذي كثرت في مشاغل الناس، وضعفت هممهم، ووهنت عزائمهم، فما أحوجهم إلى التيسير.

ومن هنا تبنى الشيخ منهج التيسير في فقهه، وفي فتاواه وأحكامه، كما في فتواه بإخراج زكاة الفطر بقيمتها من النقود، لما فيها من منفعة الفقراء في عصرنا.

- ومثل ذلك فتواه في الانتفاع بالمقابر القديمة، إذا أصبحت في وسط البلد، وانتهى الدفن فيها من زمن وغدا الناس في حاجة إليها.

خامسا: الشجاعة الأدبية: فقد يوجد علماء متحررون في فكرهم، مشتغلون في عملهم، يسيرون وراء الدليل، لا وراء فلان أو علان من البشر.

فقد كان رحمه الله: يصدع برأيه، إذا اعتقد أنه الحق الذي وصل إليه بالدليل، لا يخاف لومة لائم فأحسبه من الذين قال الله تعالى فيهم: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} (١) (٢) ٤ - أما الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، فقد استعرض في كلمة منه، بعد وفاة الشيخ عبد الله رحمه الله، تقع في ست (٦) صفحات، بعثها إلي ابن الشيخ عبد الله، معالي الشيخ عبد الرحمن وبخط الشيخ محمد الغزالي، نشرت في كتاب: دستور الوحدة الثقافية، بين المسلمين


(١) سورة الأحزاب الآية ٣٩
(٢) وتراجع كلمة الشيخ يوسف القرضاوي، ضمن كتاب ابن رحمه ص ٥٢ - ٥٨ وعما ذكرنا ص ٥٤ - ٥٦