للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شك أحدكم في صلاته فليلق الشك وليبن على اليقين، فإذا استيقن التمام سجد سجدتين فإن كانت صلاته تامة كانت الركعة نافلة والسجدتان. وإن كانت ناقصة كانت الركعة تماما لصلاته وكانت السجدتان مرغمي الشيطان (١)».

قال أبو داود: رواه هشام بن سعد ومحمد بن مطرف عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث أبي خالد أشبع) (٢).

واكتفى بهذه الموازنة ولم يورد حديث ابن سعد ولا ابن مطرف.

وقد يعبر عن تفضيله لإحدى الروايتين بأن حديث فلان أتم، كما صنع في الحديث رقم ٤٥ حيث قال:

(قال أبو داود: وحديث الأسود بن عامر أتم) (٣)، وكما صنع في الحديث رقم ٦٢ فقد رواه عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن يزيد، ثم أورد تحويلا فقال: (ح وحدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس قالا: ثنا عبد الرحمن بن زياد. قال أبو داود: وأنا لحديث ابن يحيى أتقن) وبعد أن أورد الحديث قال:

(قال أبو داود: وهذا حديث مسدد وهو أتم) (٤).

ومن الفوائد الحديثة التي نجدها في التعليقات ما يتصل بمفهوم المصطلحات كالمرسل، فإن المرسل عند جمهور العلماء هو الحديث الذي سقط منه الصحابي ومنهم من يعم فيطلق المرسل على كل حديث سقط منه راو، ويبدو أن أبا داود من هؤلاء؛ يدل على ذلك تعليقه على الحديث ٨٨٦ وسنده: (حدثنا عبد الملك بن مروان الأهوازي، ثنا أبو عامر وأبو داود عن ابن أبي ذئب عن إسحاق بن زيد الهذلي، عن عون بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود. . . إلخ. .).

قال أبو داود: (هذا مرسل: عون لم يدرك عبد الله) (٥).

ومن الفوائد الحديثية أنه يذكر أحيانا أن هذا الراوي لم يخرج له في كتابه إلا هذا الحديث كما صنع في الحديث ١٠٣٦ فقد أخرجه عن جابر الجعفي وهو رافضي كذاب، فقال بعد أن أورده:

(قال أبو داود: وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث) (٦).


(١) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٧١)، سنن الترمذي الصلاة (٣٩٦)، سنن النسائي السهو (١٢٣٨)، سنن أبو داود الصلاة (١٠٢٤)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٢١٠)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٨٧)، موطأ مالك النداء للصلاة (٢١٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٤٩٥).
(٢) " السنن " ١/ ٣٧٠ قال في " عون المعبود " ١/ ٣٩٢: أشبع أي وأكمل.
(٣) " السنن " ١/ ٤٢.
(٤) " السنن " ١/ ٤٨.
(٥) " السنن " ١/ ٣٢٤.
(٦) " السنن " ١/ ٣٧٣ - ٣٧٤.