للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الشرك قليله وكثيره، وطهارتها من رذائل الأخلاق وسفاسف الأعمال.

{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} (١)، علمهم القرآن، وعلمهم السنة، وإن كانوا من قبل مبعثه لفي ضلال مبين.

أجل، كانوا قبل مبعث محمد في غاية من الضلال، لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا، في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، نظر الله إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، يقول جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه مخبرا النجاشي لما سأله قال: كنا عباد أوثان، نأكل الميتة، ونشرب الخمر، ونقطع الرحم، ونأتي الفواحش، حتى بعث الله فينا محمدا صلى الله عليه وسلم، فأخرجنا الله به من الظلمات إلى النور. فهم قبل مبعثه في غاية من الضلال، قد اندرست أعلام الهدى، فليس الحق معروفا، ولكن الله أنقذ هذه الأمة بمبعث محمد.

إن مبعثه رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٢)، وكتابه نذير للعالمين {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (٣)، بعثه الله برسالة للخلق كلهم، عربهم وعجمهم،


(١) سورة آل عمران الآية ١٦٤
(٢) سورة الأنبياء الآية ١٠٧
(٣) سورة الفرقان الآية ١