للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأنزل الله: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (١)».

أيها المسلمون، محبة المسلم لرسول الله لا تكون بغلو فيه، ولا بإطرائه، ولا برفعه عن منزلته، ولا بإحياء مولد أو أمثال ذلك مما ابتدعه المبتدعون وأحدثه الضالون، وإنما تكون باتباع سنته والعمل بشريعته والطمأنينة إليها. إن صلة المسلم بنبيه صلة دائمة، وصلة مستمرة، وصلة لا تنقطع، في كل أحواله، في كل حركاته وسكناته، فله صلة بنبيه، إن صلى فإن صلته برسول الله الاقتداء به ليحقق قوله: ««صلوا كما رأيتموني أصلي (٢)»، إن حج فصلته بنبيه: «خذوا عني مناسككم (٣)» إن صام أو زكى فدائما صلته بنبيه، في أكله وشربه ونومه وبكائه وضحكه وغضبه ورضاه، في كل أحواله هو يقتدي بمحمد، ويتحرى الاقتداء به والتأسي به في القليل والكثير.

هكذا المسلم المحب له، أما محيو هذه الليلة ليلة المولد وأمثالها، فإن صلتهم صلة مبتورة، ليلة من الليالي يأتي فيها من الخرافات والبدع والضلالات ما الله به عليم، ويدعون أنهم بذلك معظمون لسنته، وهم بعيدون كل البعد عنها.


(١) سورة النساء الآية ٦٩
(٢) صحيح البخاري أخبار الآحاد (٧٢٤٦)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٥٣).
(٣) سنن النسائي مناسك الحج (٣٠٦٢)، مسند أحمد (٣/ ٣١٨).