للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما نقلوا لنا عن محمد فهو الحق المقبول، وما لم ينقلوه في العبادة فالأصل أن كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله نعلم أنها مبتدعة لكونها لا دليل عليها، وإنما الحق ما وافق هديه، وكل بدعة تنشأ وتقام فلا بد أن يقابلها تعطيل لسنة من السنن.

إن المحيين لليلة المولد قد يكون قصد بعضهم خيرا لكنه لم يوفق للصواب، والغالب عليها أنها تعمر بأذكار وقصائد ودعوات باطلة، فيها دعاء للنبي، واستغاثة به، وغلو فيه، وإشراكه بالله، فهو يكره هذا ويأباه ولا يرضاه. وأحب الناس إليه من أمته من كان متبعا لسنته سائرا عليها بعيدا عن هذه البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (١)، قال بعض السلف: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)، فالحق ما كان عليه أصحابه الكرام والتابعون لهم بإحسان، وهم المطبقون لسنته العاملون بها، جعلنا الله وإياكم من أتباعهم، إنه على كل شيء قدير.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) سورة الشورى الآية ٢١