للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمنادي لها، والمناضل عنها، لكن لأهمية هذا الكلمة ولعظيم شأنها ولكبير قدرها أعلم الله نبيه بها، وبين – جل وعلا – أيضا: أن المشركين عباد الأوثان يرفضون أن يقولوا: لا إله إلا الله؛ لأن هؤلاء الوثنيين الذين بعث فيهم محمد - صلى الله عليه وسلم – عرب أهل فصاحة وبيان، يعلمون معاني الكلام وما يفيده. قال الله عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} (١) {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} (٢) إذن فكفار قريش علموا معنى لا إله إلا الله وأن حقيقتها براءتهم من كل معبود سوى الله وإخلاص عبادتهم لله، قال – جلا وعلا – عنهم لما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم – قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} (٣) والعجاب عندهم أنهم فهموا من دعوة النبي توحيد الله بالعبادة، وألا يكون مع الله شريك في أي نوع من أنواع العبادة.

فيا أخي السائل: لا يكون العبد محققا لشهادة أن لا إله إلا الله علما وعملا واعتقادا إلا إذا صدق ذلك فعلم أن لا إله إلا الله وعمل بمقتضى هذا العلم، واعتقد هذا العلم، وأتى بما يدل على ثبوت ذلك العلم في قلبه بأن يكون موحدا لله: ذبحه لله، ونذره لله، ولا يدعو إلا الله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يخاف الخوف الحقيقي إلا من الله، ولا يعظم الرجاء إلا في الله، ففي قلبه تعلق بالله حبا وخوفا


(١) سورة الصافات الآية ٣٥
(٢) سورة الصافات الآية ٣٦
(٣) سورة ص الآية ٥