للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورجاء، فتراه معلقا أمله بالله، يعلم أن النفع والضر والحياة والموت والأرزاق كلها بيد الله – جل وعلا – يعلم أن الله محيط به وبأحواله كلها، يعلم أن الله خالقه ورازقه ومن أوجده بعد العدم، ورباه بالنعم، يعلم فضل الله عليه في حواسه كلها، يعلم عظيم نعم الله عليه.

فتحقيق معنى لا إله إلا الله، بأنه معبود حق إلا الله، وأن كل من عبد من دون الله فبالباطل عبد، لا الأنبياء ولا الملائكة ولا الصالحون والأولياء، كل أولئك لا حق لهم في العبادة، العبادة بكل أنواعها حق الله، فالدعاء إذا أردت أن تدعو ادع سميعا قريبا مجيبا بصيرا عالما قادرا على تنفيذ ما أراد، لا تدع وثنا، لا شجرا وحجرا، فالإنسان لا يدعو جنا وغائبين، لا يدعو أمواتا فارقت الأرواح الأجساد، لا يدعو من لا يسمع الدعاء ولا ينفع لو سمع.

بل أدعو من يسمع كلامي ويرى مكاني، ويعلم سري وعلانيتي أدعو من هو قادر على أن يجيب دعائي ويحقق مطلوبي {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} (١)، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (٢)، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (٣) وأخلص الدين له فلا أجعل المخلوق شريكا في عبادته؛ لأني أعلم أن المخلوق لا يفيدني شيئا، وإنما ينفعني


(١) سورة النمل الآية ٦٢
(٢) سورة غافر الآية ٦٠
(٣) سورة البقرة الآية ١٨٦