للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخلاص ديني لفاطري وخالقي، هذه الكلمة متى استقرت في القلوب، واستنارت بها الأفئدة، هذه الكلمة من لقي الله بها وكانت آخر ما يقول فإنه يدخل بفضل الله الجنة فضلا من الله ورحمة «من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة (١)»

القائل لا إله إلا الله ولو ارتكب شيئا من المعاصي والمخالفات لكن مآل الموحدين والمخلصين دخول الجنة فضلا من الله وعدا صادقا وعده عباده المؤمنين «حديث» «من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل (٢)».

فيا إخواني أكثروا منها وكرروها، وتلذذوا بلطفها، وذللوا ألسنتكم بها، أسأل الله أن يثبتني وإياكم عليها.

وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله بعد الإيمان به حقا أنه عبد الله ورسوله وخاتم أنبيائه ورسله، عبدا لا يعبد ورسولا لا يكذب، بل يطاع ويتبع، يطاع فيما أمر، ويجتنب ما عنه نهى وزجر ويصدقه في كل أخباره التي أخبر بها عن رب العالمين {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (٣) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٤) شهادة أن محمدا رسول الله تتضمن مع الإيمان به واتباع سنته والعمل بشريعته واعتقاد أن طاعته طاعة لله ومعصيته معصية لله قال


(١) سنن أبي داود الجنائز (٣١١٦)، مسند أحمد (٥/ ٢٤٧).
(٢) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٤٣٥)، صحيح مسلم الإيمان (٢٨)، مسند أحمد (٥/ ٣١٤).
(٣) سورة النجم الآية ٣
(٤) سورة النجم الآية ٤