للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (١) نحكمه في القليل والكثير، ونرضى بحكمه، وتطمئن به نفوسنا، وتنشرح به صدورنا قال الله عز وجل: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٢) نقتدي به ونجعله إماما وقدوتنا وأسوتنا صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (٣)، إذا أمرنا بأمر فلا خيار لنا في ذلك، نسمع ونطيع، وإذا نهانا عن شيء فلا خيار لنا، ننتهي ونسمع ونطيع قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (٤)، نسمع لأوامره ونطيع قال – جل وعلا -: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٥) نقدم سنته على قول كل قائل كائنا من كان، ولا نعارض سنته بآراء الرجال وأهوائهم، بل نخضع الأقوال والأعمال للناس بفعل عرضها على سنته، فما وافق سنته فهو المقبول وما خالف سنته فهو المرفوض، ونكثر من الصلاة والسلام عليه دائما وأبدا، ونعتقد أن الله منحنا على يديه الفضل الكثير والخير العظيم، ونسأل الله له الوسيلة؛ أعلى منازل الجنة، ونسأل الله أن يبلغه


(١) سورة النساء الآية ٨٠
(٢) سورة النساء الآية ٦٥
(٣) سورة الأحزاب الآية ٢١
(٤) سورة الأحزاب الآية ٣٦
(٥) سورة النور الآية ٥١