وخشوع واعتبار واتعاظ بمواعظه وتحسين الصوت بقراءته قراءة وسطا بين الطول والقصر، لذلك فإن من الخطأ ترك السنة ما يحصل من بعض الأئمة هداهم الله من الصدود عن القرآن والإخلال بقراءته، فقد لا يقرأ إلا آيتين أو أربع آيات ونحوها يقرؤها هذا بعجلة ويقصر الركوع والسجود مما يخل بركن الطمأنينة كل ذلك لأجل أن يطيل في الدعاء فتجده يكرر الدعاء ويعيده ويتباكى ويحاول التباكي مما يؤدي إلى إطالة الوقت على المصلين وإيقاعهم في الحرج والمشقة، لا سيما كبار السن، فيسأمون الصلاة ويملون الدعاء، وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل (١)» رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني ونتيجة للإطالة في الدعاء نجد أنه يستغرق ثلث الوقت الذي تؤدى فيه صلاة التراويح، وقد يستغرق عند بعض المأمومين نصف وقت الصلاة بل قد يزيد على النصف عند بعضهم وهذا خلاف السنة، فهلا كانت الإطالة والبكاء والعبرات في قراءة القرآن وفي الركوع والسجود، وهذا هو الموافق للسنة والذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولنا في رسول الله الأسوة والقدوة الحسنة ومن المحاذير التي يقع فيها بعض المأمومين إضافة إلى طول الدعاء أن يدعو بدعاء مخترع لا أصل له، وقد يشتمل على طلب ما لا يمكن، أو فيه نظر، وهذا من الاعتداء في الدعاء، فبعضهم يقول: اللهم إني أطعتك فيما أمرتني به، هذه العبارة لم يقلها
(١) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٨٢)، سنن النسائي القبلة (٧٦٢)، سنن أبي داود الصلاة (١٣٦٨)، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٣٨)، مسند أحمد (٦/ ٤٠).