للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو بكر الصديق رضي الله عنه أفضل الخلق وأتقاهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا والتقصير فينا والإساءة حاصلة منا.

يا إخواني، ننظر في واقعنا، هل أطعنا الله في كل ما أمرنا به؟ لا أحد منا يستطيع أن يقول: نعم، نحن نعرف أنفسنا، كل يعرف نفسه، {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} (١)، وهل نستطع أن نقول: اجتنبنا كل ما نهيتنا عنه فاغفر لنا؟ إخواني هذه أمور لا يجوز أن تصدر منا، والله سبحانه أعلم بنا من أنفسنا، ومطلع على جميع أعمالنا وأقوالنا، لا يخفى عليه منها شيء ونحن نعرف واقع أنفسنا، وكل فرد منا يعلم أنه مقصر في واجب ومخل بواجب، أو واقع في محذور، فلنتق الله في أنفسنا ولندع بالدعاء النبوي المأثور ولنأخذه من كتب السلف السليمة مثل: رياض الصالحين في باب الأذكار، أو الأذكار النووية، أو مختصر ابن باز (تحفة الأخيار في الأوراد) فلو رجعنا إليها لاستفدنا منها فائدة عظيمة، ودعونا الله بجوامع الكلم، يا إخواني يقول أنس بن مالك - رضي الله عنه – خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان عامة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (٢)»، وإن دعا بغيرها جعلها من ضمن الدعاء، وتقول عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فبماذا أدعو؟ فقال صلى


(١) سورة القيامة الآية ١٤
(٢) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٥٢٢)، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩٠)، سنن الترمذي الدعوات (٣٤٨٧)، سنن أبي داود الصلاة (١٥١٩)، مسند أحمد (٣/ ١٠١).