دراسة التوحيد، فإنك إذا نظرت إلى عناوين المباحث والمطالب ظهر ذلك لك، فكيف لا تكون لما له في ذاته التي تفصلها المطالب المذكورة تحت المبحث الأول أهمية عظمى لدراسته؟!!
وكيف لا تكون لما للخلق ضرورة إليه أهمية عظمى لدراسته؟!!
وكيف لا تكون – مع الانحراف الواقع في التوحيد الذي له الأهمية المذكورة، وهو ضرورة الخلق وحاجتهم – لدراسة التوحيد أهمية عظمى؟!! وكيف لا تكون لما حاجة العصر إليه غاية الحاجة أهمية عظمى لدراسته؟!! والله المستعان والموفق لحصول المقصود، وما كان صوابا فمن الله وحده، وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان.
وقد استحسنت نشر هذا المحرر والأمر كما قال ابن يزيد:
في كل مستحسن عيب بلا ريب ... ما يسلم الذهب الإبريز من عيب
والحمد لله أولا وآخرا لا شريك له.
مفهوم التوحيد
التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، فهو عمل العبد، يفرد الله بطاعاته لا يشرك معه غيره ولا يتوجه قصده بها أو بشيء منها إلى غير الله.
هذا هو معنى التوحيد، وهذا المعنى هو المعبر عنه عند أهل العلم بـ " توحيد الألوهية " فلفظ التوحيد إذا أطلق من غير إضافة إنما يراد به هذا المعنى الذي هو توحيد الألوهية، وهذا المعنى إذا تحقق من العبد دل على علمه واعتقاده أن الله منفرد ذاتا وصفات وأفعالا، لا سمي له ولا كفؤ