للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بذكر أفراد ربوبيته ثم نهى عن الشرك ثم ذكر علم الخلق بربوبيته فذكر الدليل ثم أتبعه بذكر دلالته ثم أردفه بتأكيد حجة للدليل، وهي إقرار الخلق به وعلمهم إياه، قوله سبحانه: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ} (١) {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} (٢) فأكد التوحيد بالجملة الاسمية واستعمال " إن " التي للتأكيد وحرف " اللام " الذي للتأكيد في قوله " لواحد " ثم ذكر دليله وهو الربوبية. قوله سبحانه: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (٣) ففي قوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} (٤) ذكر الربوبية ثم ذكر لازمها وموجبها، فذكر الدليل أولا ثم ذكر مدلوله، وكذا في قوله: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ} (٥) ذكر الربوبية ثم أمر سبحانه بعبادته فذكر دليل الأمر وموجبه أولا ثم أمر سبحانه، بقوله سبحانه: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} (٦) فذكر الدليل ثم أمر بموجبه ومدلوله، ولما كان الخطاب في هذه الآية لنبيه صلى الله عليه وسلم ورسوله إلى الناس والقدوة لأوليائه أردف الأمر بالتوحيد بالأمر بالاصطبار عليه.


(١) سورة الصافات الآية ٤
(٢) سورة الصافات الآية ٥
(٣) سورة الأنعام الآية ١٠٢
(٤) سورة الأنعام الآية ١٠٢
(٥) سورة الأنعام الآية ١٠٢
(٦) سورة مريم الآية ٦٥