للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الأمر الأول: فإن قاعدة القرآن الاستدلال للتوحيد بالربوبية وقد جاء تقرير ذلك من وجوه عدة منها:

١ - استدلال الرب سبحانه بالربوبية للتوحيد والأمر به، ومن أمثلة هذا الوجه: قوله سبحانه في أول أمر ورد في المصحف: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (١) {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (٢)، ففي الآية الأولى أمر الله الناس بعبادته وأسند ذلك إلى ما يعلمونه من ربوبيته لهم وذكر بعض أفراد ربوبيته، فأمر بالتوحيد ثم استدل له بالربوبية، وفي الآية الثانية بدأ


(١) سورة البقرة الآية ٢١
(٢) سورة البقرة الآية ٢٢