للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول عيسى عليه السلام: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} (١)، شعيب عليه السلام أمر بالتوحيد ثم ذكر دليله، وعيسى عليه السلام بدأ بالدليل ثم ذكر موجبه حيث أمر بالتوحيد، ووصف هذا بأنه صراط مستقيم، إذ لا يكون الرب إلا المعبود، فلا يستحق العبادة إلا الرب، فمن استدل بالربوبية للتوحيد فقد سلك طريقا معتدلا قويما موصلا إلى الله، ونحو هذا في القرآن كثير.

٣ - محاجة المشركين في تركهم التوحيد بالربوبية: وهذه المحاجة تظهر في ثلاثة وجوه: حجتان ونتيجة.

أما الأول فهو الاحتجاج عليهم بإقرارهم بالربوبية لله وحده، لإلزامهم بالتوحيد حقا خالصا لله، وهذا في آيات منها: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمْ مَا يُشْرِكُونَ} (٢) {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} (٣) {أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (٤) {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (٥) {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (٦) {أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (٧)


(١) سورة آل عمران الآية ٥١
(٢) سورة النمل الآية ٥٩
(٣) سورة النمل الآية ٦٠
(٤) سورة النمل الآية ٦١
(٥) سورة النمل الآية ٦٢
(٦) سورة النمل الآية ٦٣
(٧) سورة النمل الآية ٦٤