للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فذكر أفرادا من أفعال الربوبية وتوجه بسؤال تقريري في كل منها بقوله: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} (١) أي: أإله مع الله فعل هذا؟! وجواب هذا السؤال ولا بد: لا، وهذا هو وجه التقرير في السؤال: علمهم بأنه ليس معه رب فعل هذا، فتتم الحجة عليهم، ويحصل الإفحام، إذ كيف تقرون بألا رب معه فعل هذا لكم ثم تجعلون معه إلها آخر تعبدونه معه؟! فكما أن ربوبية ما سواه باطلة بإقراركم وشهادتك، فألوهية ما سواه باطلة، إذ لا يصح أن يعبد من يعجز عن فعل هذا.

ولذلك ختم المحاجة بعد ظهور الحجة ووقوع الإفحام بقوله: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (٢)، أي: هاتوا حجة تبطل هذه الحجة الظاهرة القائمة عليكم، وإلا فالزموا الحق وأذعنوا لهذه الحجة


(١) سورة النمل الآية ٦٠
(٢) سورة النمل الآية ٦٤