للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجهوا بالتوحيد لله.

أما الوجه الثاني فهو الاحتجاج عليهم بخلو المعبودات من دونه من شيء من صفات الربوبية، لإلزامهم بالتوحيد حقا خالصا لله، وهذا في آيات منها: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (١) {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (٢) {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} (٣)، فذكر سبحانه خلو من يدعون من دونه من صفات الربوبية ثم قرر الحق {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (٤)، وهو المتصف بصفات الربوبية، فلا إله إلا الرب، وقوله: {قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ} (٥)، أي: منكرة للشرك مع الله الرب غيره في العبادة، وهذا احتجاج بعلمهم وإقرارهم.

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٦) فنفى أن تكون للمعبودات من دونه ربوبية على عابديها، ولذلك فهم ظالمون بوضع العبادة في غير موضعها ظلما بينا، فهم في ضلال مبين، لظهور الحق بالدليل المذكور: أن لا رب إلا الله، فمن ترك الحق البين كان ضلاله بينا {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (٧)،


(١) سورة النحل الآية ٢٠
(٢) سورة النحل الآية ٢١
(٣) سورة النحل الآية ٢٢
(٤) سورة النحل الآية ٢٢
(٥) سورة النحل الآية ٢٢
(٦) سورة لقمان الآية ١١
(٧) سورة النحل الآية ١٧